|

إنهم  أُناس يتطهرون:

الكاتب : الحدث 2022-04-19 01:42:27

جدة تحترق لمدة يومين، صواريخ توجه لمكة المكرمة ويحميها الله، مفاصل الاقتصاد السعودي والأعيان المدنية تستهدف في مختلف مدن المملكة من قبل الحوثي المدعوم من إيران، والحزبيون المؤدلجون نائمون صامتون ولم ينبس أحدهم ببنت شفة للدفاع عن وطن وأرض الحرمين الشريفين التي ولدوا وترعرعوا ويعيشون فيها وينعمون بخيراتها وأمنها، وعندما اقتحم الصهاينة المحتلين المعتدين المسجد الأقصى في الجمعة الأخيرة شمر صغار الحركيين عن سواعدهم للدفاع عمن خصص خطب جمعة لشتم ملوكنا وبلادنا من على منبر المسجد الأقصى، وعمن مزق وداس بأرجله صور ولاة أمرنا داخل المسجد الأقصى، رغم أن السعودية الدولة الوحيدة في العالم التي لم تتطبع ولم تقم علاقات مع إسرائيل، وتقدم دعمًا ماديًا سنويًا بلغ عشرات المليارات من الدولارات منذُ توحيد المملكة وحتى اليوم، وتعمل على إنشاء مدن سكنية متكاملة وتشييد المدارس والمستشفيات والمراكز الصحية والثقافية والمجمعات التجارية والمساجد وشق الطرقات وإنارة الشوارع وخلافه في كافة مدن وقرى فلسطين.

لا تصدقوا أتباع وبقايا التنظيمات الحزبية فهم قومٌ يكذبون، ولا تثقوا بهم عندما بحب الدين والوطن يتظاهرون، ولا تقسوا عليهم فهم قومٌ مختطفون، وليعطى التائب من هواه العائد لعقله الساعي لتحرير فكره فرصة أخيرة فهم أُناس يتطهرون، يقول تعالى: "قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالًا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا".

"التقية والكذب والنفاق والتبعية والخيانة وإقصاء المخالف والخروج على ولي الأمر وتجهيل المجتمع وتنزيه النفس وصنع القادة ثم تقديسهم"، هي صفات وكفايات لم تجتمع في كيان واحد كما أجتمعت في التنظيمات الحزبية وعلى رأسها جماعات الإخوان والسرورية!

وإذا انتقدت منهج تنظيم الإخوان والسرورية في المملكة وفضحت فكرهم وكشفت سوءاتهم وأبنت بعدهم عن الدين الإسلامي الصحيح، وأثبت أن هدفهم السيطرة على الناس حتى بلوغ الحكم، فهذا لا يعني بأنني أنهج منهج الليبرالية والعلمانية ومن نحا نحوهم، ولكنني أسعى للعودة لمنهج أهل السنة والجماعة ودعوة محمد ﷺ دون الإندراج تحت لواء تنظيم سياسي أو جماعة متأسلمة أو حزب دنيوي.

وبعد كل هذا أدعوكم ألا تقسوا على التابعين والمتعاطفين مع الجماعات الحزبية المتأسلمة، فأغلبهم بسطاء سذج ولو حازوا على أعلى الشهادات العلمية وعدد سنين من الخبرات العملية، فقد تم اختطاف عقولهم وتجنيد فكرهم منذُ نعومة أفكارهم من خلال جماعات النشاط المدرسية والجامعية وخلافها، ناقشوهم انصحوهم ارجعوهم إلى رشدهم، ولن تنجحوا، ولكن لإقامة الحجة عليهم.

المستشار والكاتب:
محمد سعيد آل درمة
@mohammedaldermh